علي بوراوي- انفيرس (بلجيكا)
تعتبر العلاقة بين الإسلام والغرب، قضية كبرى تؤثّر بشكل مباشر وعميق في علاقات الغرب مع العالمين العربي والإسلامي، في شتّى المجالات، بدءا بتفاصيل الحياة اليومية لكلا الجانبين، إلى العلاقات الإستراتيجية التي تصيغ أحوال العالم وتحدّد مآلاته.
ورغم أنّ جميع الأطراف الفاعلة، وفي كلا الجانبين، تولي هذه المسألة أهميّة كبرى، إلاّ أنّ التقدّم الإيجابي فيها ظلّ جدّ محدود، لعوامل كثيرة ليس هذا مجال بحثها.
المؤتمر الذي احتضنه معهد الدراسات المغربية والمتوسطية في مدينة انفيرس البلجيكية خلال الأيام الثلاثة الأخيرة من أكتوبر 2010، يعتبر نقطة مضيئة في هذا المجال، وخطوة إيجابية من المهمّ التوقّف عندها.
يبدو أنّ من أسباب نجاح هذا المؤتمر، غلبة الصّبغة الأكاديمية والعلمية في المشرفين عليه، وعدم حرص الجهات المنظّمة على الاستثمار السّياسي فيه، فكانت أشغاله صادقة في التّعبير عن واقع، والأصوات التي تحدّثت فيه حريصة على الحوار والتواصل والبحث عمّا يجمع ويفيد كلا الجانبين اللّذين عقد المؤتمر من أجلهما: مسلمو أوربا، وأوربا نفسها.
لقد حدّد المؤتمر مجاله، وهو كما عبّر عن ذلك عنوانه "أية مكانة للإسلام في أوربا الجديدة". وجاء بمتحدّثين لكلّ منهم دوره وإسهامه في صياغة هذه المكانة: باحثون أكاديميون، ومسؤولون سياسيون ليسوا من الصف الأوّل، وممثلون للمسلمين في مختلف الدول الأوربية، ومن اختصاصات مختلفة.
فكانت جلسات المؤتمر في معظمها، صادقة في التعبير عن واقع، دقيقة في تشخيص معضلاته وصعوباته، جادة في البحث عن حوار جدي بين الجانبين، يساهم في تعارف أعمق بينهما، وتواصل دائم، وتعايش يخدم مصلحة الجميع.
ولم يخل المؤتمر - كما هو حال مؤتمرات العرب والمسلمين دائما- من متحدّثين يغرّدون خارج الزمن، ويتحدّثون بلغة لا علاقة لها بالعلم والدقّة، ولكنها كانت قليلة وغير مؤثّرة.
دين مازال مجهولا