بدون هدف... لا قيمة لحياتك
في الغرب..حصة أسبوعياً بالمدارس لتعليم الطفل كيف يكون له هدف في حياته.. وعندنا لا يعرف الشباب لهم هدفاً ولا كيف يحققونه إذا حددوه.. وهذه هي مشكلتنا الحقيقية، إنَّنا أمةٌ بلا أهداف، نقف ساكنين والدنيا كلها تتقدم، هذا ما يؤكده الداعية عمرو خالد وهو يفتش عن سِرِّ ضعفنا وكيف نواجهه في إطار مشروعه "صناع الحياة".. وهو يدعو كل شاب إلى تسجيل هدفه ويضع خطة لتحقيقه.. فالهدف يجعلك جاداً، تتقن عملك. تشعر بالمسئولية، تحافظ على وقتك، وتحرص على طاعة الله. في حوارنا الأسبوعي معه.. يواصل عمرو خالد كَسْر القيود التي تَحُولُ دون أن يكون الشباب إيجابياً، نافعاً لنفسه وبلده.
ما القيد الذي سوف تساعد الشباب على فكّه هذه المرة؟
عدم وجود هدف في الحياة.. ولذلك أدعو كل شاب إلى تسجيل هدفه في الحياة كتابة على الورقة ويُعَلِّقُها أمام عينيه في غرفته.. أنت لو عندك هدف سوف تكون إيجابياً.ولو عندك هدف فسوف تتقن عملك . ولو عندك هدف ستشعر بالمسئولية. ولو عندك هدف ستكون جاداً. ولو عندك هدف ستحافظ على وقتك. لهذا أدعوك أن تكتب هدفك، وتضع خطة لتحقيقه. لابد أن تكون لك قيمة وإنجازات وبصمة على الحياة.
كيف يستطيع الإنسان تحديد أهدافه؟
الطفل في الغرب من سن 9 سنوات حتى سن 12 سنة يَتَلقَّى حصة أسبوعياً في المدرسة اسمها: ما هدفك في الحياة؟
نحن عندنا شباب عمره 35 سنة لا يستطيع الإجابة عن هذا السؤال.
لهذا هم ناجحون.
فن اكتشاف المواهب
يدخل الطفل إلى المدرسة الابتدائية، يسألونه: " هدفك إيه في الحياة؟ "، طبعاً لا يستطيع الإجابة.. لكن الحصة تتكرر كل أسبوع، وعلى الطفل أن يجتهد ليجد إجابة على السؤال. فيقول أي شيء لكي يتخلص من الموقف. فيقولون له: تعال وقل لنا ما هواياتك؟ وما مهاراتك؟ هل تعرف شيئاً في الرسم لكي تقول إنك تريد أن تكون رَسَّاماً؟ ويطلبون منه أن يَرْسُم شيئاً، فلا يعرف.
والطفل الذي يريد أن يُصْبِح مهندساً, يأتون له بالكمبيوتر ليختبروا قدرته، طوال السنة يساعدون الطفل على اكتشاف مواهبه وقدراته، وعند اقتراب الأجازة الصيفية يرسلون تقريراً إلى أبيه وأمه بأن ابنهما لديه مهارات في المجال الفني أو الرياضي أو غير ذلك، حتى يهتم الأبوان في الأجازة بتنمية هذه المهارات. ويعود الطفل إلى المدرسة في العام التالي معه تقرير من والده ووالدته عمَّا أنجزه خلال الإجازة من خبرات ومهارات.
بناء الإنسان ليس بالعمل السهل، إِنَّه أصعب من بِنَاء المصانع والسدود. إِنَّ الإنسان لابد أن تكون له رسالة وهدف عند سن 12 سنة، يصبح الهدف واضحاً عند الطفل قياساً على مهاراته، يعرف أن هدفه أن يصبح أفضل مهندس كمبيوتر, أو أفضل روائي أو أنجح رجل أعمال، ويظل الهدف ينمو مع كل سنة تضاف إلى عمره، والحلم يكبر، وأحلام الطفولة تتحول إلى حقائق.
فضل " أليس في بلاد العجائب "
إذا كانت مدارسنا لا تفعل ذلك، فعلينا أن نفعل نحن مع أطفالنا. لابد أن نساعد الجيل القادم على تحديد أهدافه، بأن نأخذ بيده للتعرف على مهاراته.
القرآن أعطانا أهدافاً واضحة لإرضاء ربنا ودخول الجنة والنجاح في الحياة، فكيف نعيش حياة عشوائية لا تخطيط فيها ولا هدف؟ نعيش مثل غثاء السيل كما يقول النبي صلى الله عليه وسلم.. فالغثاء يمضي بلا هدف ولا إرادة. هناك قصة للأطفال اسمها "أليس في بلاد العجائب" تحكي القصة أن "أليس" كانت تمشى فقابلت صديقها الأرنب، فتقول له حين التقته عند مفترق طرق: يا أرنب.. في أي طريق أمشي؟ قال لها: يا أليس..إلى أي مكان تذهبين؟ قالت: لا أعرف. قال: طالما أنتِ لا تعرفين، يمكنك المشي في أي طريق... ولابد أن تحدد إلى أين تريدين الذهاب قبل أن تمشي.
هذا الكلام يقال لأطفال الغرب في أفلام كرتون، لكي يشب الطفل وهو مدرك أنه لا بد من هدف يختاره لنفسه لكي يسعى إليه. أي شركة تنشأ، لابد أن تحدد الهدف من إنشائها مكتوباً ولا يكفي أن تمتلك المال والتكنولوجيا، إحدى الشركات اليابانية الشهيرة، كتبت هدفاً يوم إنشائها منذ 25 عاماً نصه: " أن يكون المنتج الياباني هو المنتج رقم 1 في الأسواق الأمريكية ".. هكذا ينجح البشر