مع تفاقم الاوضاع في ليبيا ترك الالاف من المصريين أعمالهم وفروا من الجحيم المستعر بين القذافي والثوار عائدين الى مصر تاركين خلفهم مدخراتهم المتمثلة في اعمالهم ينظرون بعين الريب الى المستقبل هل يستقرون بمصر؟ أم يعود الاستقرار فيعودون الى ليبيا؟
وأكد عدد من المصريين العائدين أنهم يأملون فى دعم الحكومة لتشغيلهم واقامة مشروعات صغيرة لهم، واستعادة اموالهم التى تركوها فى ليبيا ، وأغلبهم بدأ يفكر عما سيفعله فى مصر .
قال علاء عوض المتحدث الرسمي لوزارة القوى العاملة أن عدد المصريين العائدين من ليبيا بلغ 250 الف مصري من إجمالي مليون ونصف المليون مصري يعملون هناك.
وقال: "عدد العائدين أقل بكثير عما كنا نتوقعه. ويعود ذلك لأن أغلبهم يعملون في قطاع الزراعة في مزارع بعيدة عن أماكن الاحداث الساخنة".
وأكد أن حكومة الدكتور عصام شرف خصصت 100 مليون جنيه لمساندة العمالة العائدة من ليبيا وذلك لاقامة مشروعات صغيرة بالتعاون مع الصندوق الاجتماعي للتنمية.
وأضاف انه في لقاء الدكتور احمد البرعي وزير القوي العاملة بالعائدين من ليبيا عند الحدود الليبية ذكر عدد من المصريين انه لا يريد الشغل. وقال : "هذا إن دل على شئ فيدل على انهم يعتبرون انفسهم عائدين مؤقتا."
مستحقات المصريين
وأضاف انه تيسيرا على العائدين من ليبيا قامت الوزارة بالاتفاق مع وزارة المالية بتقسيط قيمة الجمارك على السيارات العائدة من ليبيا مع فترة سماح 6أشهر.
وقال عوض: "ان المسألة الاهم حاليا والتي تعمل عليها وزارة القوى العاملة هي كيف نحافظ على مستحقات المصريين في ليبيا سواءاً عمال أو رجال أعمال يملكون شركات مقالات أومكاتب إعلانات أو كافيهات."
وأوضح أن الوزارة أعدت استمارات للعمال لبيان مستحقاتهم لدى الليبيين واخرى لرجال الاعمال توضح مستحقاتهم لدى الحكومة الليبية وأضاف المتحدث الاعلامي لوزارة القوى العاملة انه تم حتى الآن استيفاء 110 ألف استمارة.
وذكر عوض ان الوزارة تقوم حاليا بتحليل بيانات الاستمارات تمهيداً لتقديمها الى الحكومة الليبية فور هدوء الاوضاع.
وأضاف ان الوزير بصدد القيام بجولة في دول الخليج العربي لفتح مجالات لاستيعاب العمالة العائدة من ليبيا خاصة وأن ظروف العمل في ليبيا تتشابه إلى حد كبير مع تلك في الخليج.
ومن المصريين العائدين من ليبيا يقول عيد مسعود انه يتمنى العودة الى عمله كحمال في محال السوبر ماركت وقال: "ذهبت الى ليبيا وقضيت هناك شهران لم استطع أن أسدد مصاريف السفر التي دفعتها.
ويؤكد على محمد من بني سويف، ويملك كافيه في احد احياء بني غازي، انه اضطر الى ترك الكافيه في عهدة احد الليبيين من اصدقائه وفر لينجو بنفسه من جحيم القذافي.
وأضاف محمد: "عندما دخلت مصر قدم لي مسئولو القوى العاملة استمارة دونت بها جميع بياناتي ووعدوني بالحفاظ على مستحقاتي الى حين عودتي."
في حين يرى علي سويلم من الشرقية انه لن يعود الى ليبيا مرة اخرى وسيقوم بمساعدة الصندوق الاجتماعي للتنمية بفتح ورشة صغيرة للنجارة ويقول: "معي رأس مال لا بأس به وبمساعدة الصندوق بدأت إجراءات الورشة..يكفي 10 سنين غربة..سأبقى لأكون مع اولادي."
وقال محمد عزت من بني سويف والذي عاد بع 14 سنة قضاها بليبيا: "تشاركت مع مواطن ليبي في محل مواد غذائية، لكنني اضطررت للخروج من بني غازي لا احمل سوى اجرة السفر...واحاول حاليا السفر الى شرم الشيخ لأعمل في احد الفنادق والقرى."
المشروعات الموسمية
ويرى الدكتور عبد المطلب عبد الحميد رئيس قسم الاقتصاد باكاديمية السادات للعلوم الادارية ان السوق المصري قادر على استيعاب العمالة القادمة من ليبيا لكن لفترة قصيرة.
وأوضح قائلا: "أغلب هذه العمالة أدمنت فكرة الهجرة المؤقتة لذا يمكن الاستفادة منها في المشروعات الموسمية مثل العمل في المصايف."
وأضاف انه بالنسبة للذين يعتزمون البقاء وعدم العودة الى ليبيا يمكن على المدى البعيد الاستفادة من وجودهم في المشروعات المستقبلية التي تعتزم الحكومة القيام بها للنهوض بالبلاد مثل مشروع ممر التنمية الذي يتوقع ان يستوعب الملايين.