عاشق الروح كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 2080 ترمام : 43347 تاريخ التسجيل : 15/08/2010 العمر : 32
| موضوع: بُعد و شوق الجمعة 19 أغسطس 2011, 7:38 am | |
| بُعد و شوق هي حكاية ليست كالحكايات ولا قصة مثيل لها بكتب العشاق , هي بعثرة حب هي أجمل المسرات هي عذابات معجونة بالشوق الذي لا ينتهي .. قصتي هذه المرة مختلفة عن جميع القصص التي كتبتها قد تكون مليئة بالحب مليئة بالشوق والحزن والسعادة حتى تكمل معاني الحب للحب.. هي أيام مضت وكانت رغم غصت الآه من الألم وبكت الدموع بالقلب جرح الندم هي روحاً تلبى للروح و شرايين الحب تنبض للحب بدفء العشاق. هم من أحبُ وعشقُ بكل تفاني وإخلاص لما هذا الحب مستمراً رغم قصاصات الحكايات المنبعث لزمن الحب المفقود الذي أصبح لغز لعشقهما هما الريم و بدر . من هي الريم ومن هم بدر لنتكلم قليلا عن الريم وعن بدر الريم هي الحب بجنون الحب هي الوفاء لروح الوفاء وهي الجمال لرقصة القمر وهي الدفء الجميل لتلك الفتاة التي أصبح من حبها كل معنى هي الطيب بذاته تسكن القلب إذ رائيتها ويضمها الروح عند ذكرها هي الريم عنوان قصتنا هذه وعنوان الشوق والبعد .. عنوان كل ذوبان العشق علمينا آيتها الريم حبك .. نعم علمينا .. الريم تبعثنا نحوها لعالم النفس الدافئ وتجعلنا نترقب كل شي ولكن بآه الحب والسعادة التي عاشتها بحنين وغصة تكتب لنا الريم من غرفتها تلكـ الحكاية لنفتح معها دفتر الذكريات الذي خبئته كثيراً لنعيش من كتابها قصة بدر .. عندما تعيش الفتاة قصة حب جميله تنسى كل مشاعرها بل أحاسيسها تكون مغمضه يحركها الحب .. بكل دقة عشق نحو السعادة كمغناطيس يحرك المشاعر يمينا ويسارا وتسرح نحوه كمجنونه لا تعرف إلى أين يحط بها المسير ؟ والى أين تبحر بسفينة العشق الساحر ؟ هو حب لبدر ! تتوقف قليلا الريم عن سرد حكايتها لتأخذ نفس عميق حتى تكاد أن تبكي من الم الحب .. الم الشوق وألم البعد حيث دموع القلب تارة تذرف و تارة تبتسم لمجرد ذكر اسم بدر.. اذاً وما هي تلك الأبجديات الصعبة بهذه الحكاية علمينا ايتها الريم فكلنا بشوق لسماع قصتك وما اسرارها ومعانيها ؟ تفتح أول صفحات الذكريات وتتكلم بصوت مبحوح وتقول : ببادئ الأمر كنت اسكن مع جدتي ببيت صغير بإحدى الضواحي القريبة من البحر حيث السماء قليلاً ما تكون مشمسة جوها رائع وبارد بالليل ودافئ بالنهار وكان منزلنا يتوسط تلك الهضبة الجبلية الخيالية حيث ترى من البعد مستوى الأشجار الذي يحيط حولنا و النبت الأخضر ونسيم الهواء الجميل الذي لا يمل منه أي زائر لتلك المنطقة . حيث ما دائما اجلس بقرب النبت والزهور والشجر.. منظر رائع ورباني يشعرك بالراحة إذ تتمشى بتلك الهضبة والبحر يطل عليك بهيجان موجه وتماسك رماله ببعضه البعض حيث الإصرار نحو حب البحر للرمل وحب التربة للزهور. لنقف قليلا هنا ونتأمل كلامها وهي تتكلم عن تلك الأرض لما قارنت الرمل بالبحر والزهر والتربة هل هناك سبب وراء تلك التشبيهات المذيبة للروح؟؟ وتقلب تلك الريم صفحتها الأولى لتتجه لصفحة أخرى وأخرى حتى تلذذت بذكرى الحنين لبدر وقالت: آه يا بدر زماني وبدر أيامي احبك حتى مماتي, وسألتها ؟ من هو بدر وما هي قصته علميني إياها فاني بشوق لسماع قصته وآي حب أنتي احببتي لدرجة الجنون . بدر ذلك الفتى الأنيق التي تبحث أي فتاة عنه فله وجه خاص يجذب أي شخص تجاهه شاهدته بالوهلة الأولى قرب شاطئ البحر حيث المطر والبحر يندمجان وكأنهما روحي بروحه , نعم كنت هناك أتمشى كعادتي بالصباح الباكر واستمع لأنغام موسيقى طيور النورس و دقات رنين تلك الصخور بأمواج البحر و كانت هناك طقوس خاصة لأجمل ألحان من شوق البحر للأمواج وذوبان حبيبات الرمل لتعانق تلك المياه ببحر الحب وبحر الدفء ببحر الكمال بهذا اليوم. وفي أثناء ما أنا أتمشى على شاطئ البحر كنت اتجه قرب الصخرة التي دائما ما اجلس عليها ولكن بهذه المره حجز احدهم المكان مشيت مسرعه أكثر حتى اخذ المكان الذي أتأمل فيه كثيرا حينها رئيت المدعو بدر ولكن لم يكن جالس بل ساقط على تراب البحر وحوله طيور السماء تتغنى أو تستغيث لا اعلم ما الذي يجري هناك .. تابعت الخطوات ولكن بثقل كبير بقدمي ولا اعلم اهو سبب الخوف من إن يكون أصاب ذلك الشخص شيء آم هو مصاب بحادث عرضي وسالت نفسي .. ثم عدت اسأله ولكن لا لم احصل على إجابة حتى قربت منه. تتجه الريم وتراقب وجهه .. هل هو مصاب بشي وتجعل من رأسها نحو صدره حتى تتأكد من دقات قلبه هل هو بعافية ؟ .. ولكن هناك مفاجئة أخرى وهي أن لا دقات لقلبه ولا حتى نفس !! .. تراقب أنفاسه بكل لحظه تقرب أنفاسها لتعالج الموقف ولكنها تقف مصروعة تريد أي شخص لإنقاذه ولكن لا يوجد احد هناك غيرها هي والبحر وطيور النورس التي تغرد بشكل كبير ومزعج وكأنها تعلن رحيل ذلك الشخص . إن للريم تلك الطالبة بقسم التجارة شهادة وهي الدورات بالإسعافات أوليه ولكنها لم تجربها أبدا على احد وهي قد تكون بداية إنقاذ شخص لا تعرف عنه شي ولكن هي روح تريد إنقاذه مع أنها قد نست كيفية علاج سريع لذلك الشخص. تقترب جسدها بالقرب من وجهه وتريد إن تعالجه بالتنفس الصناعي وتقترب أنفاسها الدافئة نحوه بل أنفاسها المتسرعة والمضطربة لتضغط بيديها على قلبه وشفتيها تعانق شفتيه عدت مرات وحاولت بهذه العملية كثيرا ما يقارب الساعة حتى يئست أن تكون روح ذلك الشخص قد فارقت الحياة. وبعدها من كثر التعب تجلس بقربه وظهرها مقابل جسد بدر وهي تضع رأسها على ركبتيها يائسة لا تعرف ما المصير وبعدها أصبحت تبكي مع أنها لا تعرف ذلك الشخص وهو لا يعرفها.. هل للإنسانية كلمة وهل لضمير الإنسان شأن ببكائها ؟ تسمع الريم صوت غصه من حلق ذلك الشخص وهي تعلن رجوع أنفاسه من جديد وخروج ماء من شفتيه واقتربت حتى ترفع رأسه حتى يتنفس الهواء النقي وهي تقول له هل أنت بخير وما أصابك ولما أنت هنا ؟ يقول لها بكل تعب أمهليني قليلا حتى أأخذ أنفاسي ..لا تتسارعي معي بالكلام ولكن أين أنا ولما أنا هنا ؟ وقفت على الرمال وهي تريد اخذ ذلك الشخص إلى بيتها حتى تعالجه جدتها وليغير ملابسه من برودة الطقس ومن مياه البحر ويتحرك معها وهو يتكل عليها ويده على كتفها من كثر التعب حتى وصلت إلى بيت جدتها وتطرق الباب لتساعدها لعلاجه مرة أخرى حيث لا يقوى على الحراك من شدة التعب . تدخل الريم إلى غرفتها وهي وجدتها حاملين بدر لسريرها وهما يحاولان تغيير ملابسه بملابسه التي لم يبللها البحر والمطر رغم عدم قدرته على التحرك إلا انه لبس تلك الملابس وهو لا يعلم ما يحدث , وبعدها تشعل المدفئة لتصبح الغرفة أكثر دفئا و تخرج من غرفتها ليرتاح وتسألها جدتها ما الذي يحدث هنا ومن هذا الشخص ؟ وقالت الريم لا اعلم شي عنه ولكني أنقذت حياته بطريقه لا يعلمها إلا الله وحمد لله انه ما يزال حي . تذهب الريم بغرفة جدتها لتنام وهي محتارة من أمر ذلك الشخص ولما هو هنا ولما لم يكن احد معه ولم تستطع النوم للصباح وبعدها ذهبت لغرفتها لتتفقد حالة ذلك الشخص ولكن لم يفق إلا بعد ثلاثة أيام. يفيق وهو يرفع رأسه من تلك الوسادة وهي بعطر الياسمين كعادتها تحب الريم رائحة العطور والزهور يجلس قليلا وتدق الباب وهي خجله كيف تدخل غرفتها بوجود شخص لا تعرفه ولا يعرفها ولكن إصرارها آبا أن تقف مكتوفة الأيدي لتعرف حقيقة ذلك الشخص ويقول لها : ادخل , وتدخل الريم وهي تقف وراء الباب وتسأل عن أخباره الصحية وكيف هو الآن ؟.. فقال : أنا بخير ولكن أين أنا ولما أنا هنا ؟ وابتسمت وقالت أنت بمنزل الجدة وأنا معها في إحدى الضواحي القريبة من البحر, وأنت هنا لأنك كنت بحالة يرثى لها كدت تفقد حياتك وأنا من أنقذتك !! . فقال: شكرا لك ولن أنسى هذا الجميل طول حياتي فقالت: لا شكر على واجب فان لم أكن أنا من ساعدك سيكون غيري و سيساعدك بكل تأكيد بهذه الأرض الطيبة فقال : من أنتي ؟ فقالت: أنا هي الريم, وهي تسأله نفس السؤال من أنت ؟ ولما أنت هنا وكيف وصلت إلى شاطئ البحر ؟ قال وهو يغير وضعه من التعب: أنا بدر من القرية القريبة منكم كنت مع أصدقائي برحلة بحرية, ولكن ذلك المركب الذي كنا نركبه فقد السيطرة وغرقت تلك السفينة وحاولت إنقاذ نفسي حتى اغشي علي ووصلت إلى هنا مثل ما رأيتي. تقف هنا الريم وتصمت وتغلق دفتر مذكرتها وتتجه نحو تلك النافذة وفي عيونها دموع من الألم وتقول لي انظر لتلك الشجرة كنا أنا وبدر نجلس قربها كثيرا حتى مغيب الشمس ولم نفارق بعض وكانت سعادتي معه لا توصف . خبريني يا هذا لما أنتي باكية ولما اغلقتي ذلك الدفتر ألن تكملي لي حكايتك وحكاية الوله ؟ نعم سأخبرك بكل شي وتتجه مرة أخرى نحو مكتبها الصغير بتلك الغرفة وتقترب من ذلك الدفتر بأنامل حائرة بأنامل يفقدها شيء من الحزن. وتقول بعدما مرور أسابيع من مكوثه معنا حتى أصبح بصحة جيده بفضل الله ثم جدتي وعنايتها ببدر نذهب كل صباح نراقب البحر ونلهو كثيرا هناك .. وكأني طفلة بحجر والدها كأني طفلة تطير كفراشة وترتشف رحيق تلك الزهور وارقص فرحة عندما يكون بقربي وان الدنيا لا تسعني أريد ضمها بقوة معه بدر هو من أعطاني كل معاني الحب وجعل من روحي تترقبه بكل صباح ومساء . بإحدى الليالي كنت مع بدر ويده لا تفارق يدي وصدره دائما ما يضمني بكل حب وحنان وشوقي له يزداد يوما بعد يوم ولا أحب فراقه أصبح جزء مني وأصبحت جزء منه وروحي تنتفض إذ ألقاه لأرسم أجمل الرسومات معه واعزف أجمل الإلحان بصحبته .. لتعلن أمواج البحر حبا لا مثيل له .. حبا تغوص بأعماقه أجمل اللألئ وألوان المرجان لتنير أغصان تلك المصابيح بليلة صباها أنا الريم وهو بدر !! مر الزمان على هذا الحب حتى أعلن هو حبه لي وقال لي يا آيته الريم أنا احبك لدرجة إني لا اقدر العيش من دونك وأريد الزوج منك هل تقبلي بذلك فقلت له مبتسمة خجله من هذا الأمر المفاجئ الذي جعلني اركض بكل أنوثة وبكل جمال كأني غزالة من اسمي الريم تمشي نحو اقرب الإزهار وأراقبها وهو يتجه لي ويضمني بعنفوان الحب ورقة الشوق ونار حبه الذي عشقته من الوهلة الأولى , حتى قبلني على وجنتي وخدي وجعلنا من هذه الليلة لا تنسى لتعلن حبا لا يموت وحبا قصته الريم وبدر . وبعدها تذهب للجدة وتخبرها عن ما قال لها بدر من خبر مفرح وهو الزواج منها وترد عليها الجدة وفقك الله بذلك الزواج ولكن هناك شرط إن تكوني معي وان لا تغيبي عني لأني لا استطيع فراقك يا ابنتي فأنتي ما تبقى لي بهذه الحياة !؟ فردت عليها الريم: نعم يا جدتي لن أفارقك فأنتي أمي وأبي وأختي وأخي ومن تربية على يديه وعلمني كل شي.. وتضمها بقوة حب الذي أعطتها إياه تلك الجدة وتشكرها أنها معها . وبعد مدة طويلة من الزواج السعيد أنجبت الريم أجمل طفلين وكانت الأسرة بأكملها سعيدة فرحه ويعيشوها بأيامها الصعبة والمريحة حتى جاء ذلك اليوم.. تتنهد هنا الريم قليلا ترفع رأسها من ذلك الكلام المذكور بدفتر ذكرياتها تذرف قليل من الدموع .. أترقبها كيف لدموعها حرقه وضياع وحنين وألم الشوق المفقود. وتمشي شاردة الخيال وخطواتها ثقيلة تتمايل من كثر الم البعد الذي ضاع معها البدر بليل الزمان. اسألها ما بك يا صاحبة البُعد والشوق المنال لما كثرة البكاء والحزن ، تسكت عني وتعطيني باقي الذكريات حتى اكمل عنها ما باحت به من كلمات مبعثرة وحزينة . وإقراء : وبعد مرور العشرين عام من حبهم السعيد يفكر بالرحيل بدر بدون ذكرالسبب لتلك السيدة التي تحملت مسؤولية تربية أطفالها وسؤال بل مليون سؤال اطرحه عليه ولا يجب على اسألتي حتى اخذ حقيبة السفر وودع كل من أحب بذلك البيت من الجدة والأطفال والحزينة جدا الريم. استغربنا جميعا بذلك القرار القاسي بدون إعطائنا إجابة على اسألتنا وهو يرحل بخطوات متسارعه وأنا أراقب كيف يرحل كمشهد سينمائي حزين ببطء شديد وكأن تلك الخطوات لا يذوبها جليد الثلج بزمن قسوة القلب وقسوة الحب المجروح. يختفي سراب ذلك الرجل الذي أحببته من أعيننا وكل شي يذكرني به من غرفة نومي وعطره الذي لن أنساه ورائحة جسمه التي أشعرتني بالحب والأمان والشوق المفقود حتى أحسسته انه لم يرحل وكـأنه معنا بكل خطوة بذلك البيت الصغير. اذهب مسرعة على شاطئ البحر وتمنيت من البحر أن لم التقي به ولما أنا من التقى به ولما ذلك اليوم أحبني وأحببته أهي لعنة البحر آم هو ذلك الحظ السيئ الذي لازمني ببعده استحلفك بالله يا تراب البحر ويا زهر التربة أن تجيبون على اسألتي كلها فقلبي لا يتحمل الفراق والبعد فأني ما زلت أعشقه فحبه اغتال عقلي وكياني وهز كل معاني الحب التي أعيشها أكاد أن اجن .. فـآه ثم آه لما الرحيل بهذا الوقت ! توقفت أنا عن القراءه وهي ما زالت تبكي وأحست بي عند أي سطر توقفت لان نزلت من أعيني قطرة من الدموع . وتجلس بقربي وتقول لي : أعرفت لما كل هذا البكاء ؟ نعم عرفت ولكن .. تضع يدي على فمي وتقطع عني كل الاسئله التي سوف اسألها وتأخذ دفتر الذكريات حتى تكمل بوجع وألم غريب اخر لنرى ما هو ؟ تمر أيام وليالي يعتصره كل الذكريات بدموع حارقه تكاد ثيابي تحترق من دموعي و سريري تكلم من غربة الروح حتى أحسست أني اسمع خطوات أقدامه تتقدم لفتح باب غرفتي من جنون التفكير بوجوده معي . مع مرور سنة من رحيل بدر حاولت إن أتماسك من اجل أطفالها وجدتها واصبح وجهها شاحب من كثر البكاء.. والأطفال يسألوني بشكل مستمر أين أبي ولما رحل عنا بوقت نحن بحاجة له ؟ وتستمر الإحداث الصعبة كصفعات الزمن الذي لا يتمناه أي شخص إن تحدث له وهي بفقدان جدتي ولكن رحيلها مختلف تماما عن فقادني لبدر جدتي التي عشت معها الحب الذي مات فموتها صاعقة أخرى على قلبي فقبل رحيلها كانت تكلمني وهي على فراشها وتقول لي : حبيبتي الريم لا تحزني كثيرا فالحياة ستسمر به أو بدونه فعلى عاتقك أطفال وحياة صعبة فبتسمي ولا تنظري للوراء فان النظر للوراء خسارة لعمرنا كله فالمستقبل معك لأطفالك ،لتخبرني كل هذا وهي تتنفس أخر نفس لها بهذه الدنيا وتجعلني وحيدة للأيام القادمة التي لا اعلم ما يحتويه من إسرار وخبايا. وتفتح دفتر ذكرياتها معلنتا إحداثا أكثر غرابة من الذي مضى بسقوط رسالتين وأحبت أن تخبأها ولكن تسقط تلك الرسائل على ارض تلك الغرفة لترتبك ارتباكا شديد وقلت لها : ما هذه الأوراق ايتها الريم !؟ وقالت إنها آه القلب وآه الذكرى أنهم رسائل بعثتها للبحر ولإزهار التربة ولكن بعدما بعثتها ووضعتها هناك أتتني تلك الرسائل عند باب منزلي بشكل غريب دعني إقراء لك تلك الرسائل !! رسالة البحر فتحت صندوق ذاكرتها حين سبحت بفكرها الي صوت المياه وهي ترتطم بالشط كانت تجلس القرفصاء تتأمل زرقة السماء وتستمع لموسيقي العصافير همس خطوات تقترب خلفها.. أنفاس دافئة تلفح رقبتها ..تقترب منها تهمس لها بحروف متقطعة ا ح ب ك رفعت رأسها بنفس عميق التهمت به عطر البحر الدافئ في صدرها امتلأت رئتيها بعطره النقي الذي يشبه سحر البحر حين يثور عشقا دارت برأسها وتطاير شعرها الكستنائي معانقا وجهه الأسمر كان يرتدي قميصا احمر اللون دافئ كانت ترتدي نفسه بلونه تحب دائما أنت تمتزج به وبحرفة قول لي ما مدى حبك لي ولما تركتني ؟ ينظر بدر للسماء عاليا اه منك ويحتضن وجهها بكفيه أنتي تشبهين البحر تشبهين الزهر تنسابين بعروقي كنهر متدفق احبك لا تسأليني كيف ؟ فانا أعشقك كما يعشق السمك البحر أموت و أتلاشي بدونك ريم تبتسم بدر تعرف انك بي هنا وتشير بإصبعها الي قلبها هنا أنت مكانك لن تغادره أوعدني بدر أن لا تغادرني لا تتركني كالظلماء باهته بدون ألوان لا تتركني فانا لن أطيق العيش بلا حبك اقتربت منه أكثر رمت نفسها بين ضلوعه وغابت بقبلة صامته واختفى كسراب وهي تقول ارجع لي يا قلبي ارجع لي فوجودك يبعث لروح قلبي الروح .. تفتح عينها وهي تبكي وكأنها حافظه لتلك الرسالة من صميم القلب نعم كانت رسالتي حلم لا يصدق قد أحسسته بقربي ولكنه ليس موجود ليتني لم اكتب تلك الرسالة لأنها بنفس الليلة ومن ضوء القمر قد رجعت لي وهي مرمية على شاطئ البحر .. عادت ريم للواقع استندت على النافذة ونظرت لأسفل بعينيها وتقرءا رسالة تربة الإزهار كانت تشاهد حبات الرمل الحمراء وهي تلتهم حبات المطر .. رائحة المطر والبرد تدفعها لتشاهد ملامح وجه بدر على زجاج النافذة عادت ترسم بأصابعها ملامح وجهه تبتسم له وتعود تنظر للأرض وهي تبتلع المطر آه بدر أنت تتسلل بي وامتص عشقك كالأرض أتذكر حين مشت خطواتنا خارج المنزل كنت تسير خلفي وتراقصني كان بخار دافئ من اثر البرد يخرج من بين شفاهك كنت أحس بالدفيء بين ذراعيك في تلك الليلة الشتوية الباردة كنت بوقتها أحس بألم وحرارة أتذكرك حين كنت تخرجني الي خارج المنزل حتي تحيل نفسيتي المتعبة لآخري منتشية وأخذت بيديك زهرة الياسمين البيضاء تداعب بها وجنتي اشعر بخطواتها على بشرتي أحسست برجفة شوق إليك. متي يا بدر سوف تعود لي؟ متي يا بدر سوف تعود لي؟ متي يا بدر سوف تعود لي؟ استحلف بك بتراب الشجر وتراب الزهر إن تعود لي يكفيك تعذيب لي فاني اكتفيت غربة واكتفيت جراح الزمن .. ويغمى عليها تلك الفتاة المجروحة لتجد نفسها مستلقية على احد صخور البحر وسط جزيرة الحب التي عاشتها طول السنين ولكن بتلك الساعات وجدت نفسها بحلم أو رؤية وجدت نفسها بين أحضانه وهي تتذكر كلماتهم مع بعض وهم وسط تلك المروج الخضراء لتتذكر وهو يقول لها : حبيبتي مذ عرفتك وأنا بدنيا غير دنياي تلخبط كل شي فيني أصبحت مدمن -أصبحت مدمنك أنتي آيته الروح عالجيني حبيبتي أو خففي من حدت حبك لي فأني اغرق بك واليك . ترد عليه وعيونها ملؤها الشوق .. ملؤها الحب .. وتقول : حبيبي حبك تيار ونهر لا استطيع العوم به قواي تجذبني نحوك ولا اعرف أين المسير والى أين سيرسى فيني حبك . ويتواصل الحديث بينهم وكأنهم بزمن الخواطر ويقول : حبيبتي يا قدر الزمان سيغتال حبك بأنفاسي وستزرعين من حبك قنابل الشوق التي تتفجر بكل أحشائي خذي قطع جسدي وكمليها حتى تكتمل صورتي من شفتيك التي اغرق من أراها يا حبيبتي . وترد عليه وهي مغمضة العينين تلامس بأصابعها شفتيه وتقول : حتى تكحلت عيني بسواد الليل وأصبحت لا أراك سوى النور في دربي امشي بخطواتي إلى يديك احتضن قلبك واصرخ بشوقي إليك أحبك حتى تلوت مع النجوم آيات عشقك ويبتسم لها ويقول : هناك بزمن السحر والقمر أترقب بعثي للسماء لأعد تلك النجوم ولكن لا اعرف ما دهاني عندما غازلتني تلك النجمة سحرتني جذبتني نحوها وجعلتني لا أرى من السماء غير تلك النجمة وقيل لي إن هناك بلايين النجمات ولكن لما اخترت تلك النجمة أهذا هو سر حبك آم سحر عشقك ؟ تعانقه وتقول : وقيل لي يا حبيبي .. قيل ان عشقتي اغرقي الغيوم بالمطر واسحبي السحاب للصحاري وأغرقيها بالمطر وقيل لي أن عشقتي ارفعي رايات عشقك واعزفي لليل والقمر وسحري البشر وقيل لي أن عشقتي ابعثيه للخلود كي يعيش العمر دهر بين الزهر و ورود وشجر أغرقيه بالعبير وأشعليه بالهوى وازفري آيات العشق .. بالعشق للمدى وان الهوى نور ونار .. وأنا بين يديه السمر يسحرني النهار وسأحبك يا أجمل القدر . يداعب يديها ويقول : نعم حبيبتي هناك من ارض الخلود بعثت حيا نحوك سيدتي ابحث عن هواك من هواك و ابحث عن سماك في قلبي وابحث عن تلك الأقمار وسط الصحراء وقيل لي أن أردت القمر اذهب لتلك الجبال .. واعتليه بليل الظلام .. بليل القمر المنير ستجدها أمامك وتبتسم وتتراقص لك فرحه حتى تضمها لصدرك حتى تعتلي قمة الجبل لتصرخان للعالم وتعلنان حبكم الخالد . وتفزع من ذلك المنام باكيه وتصرخ كفى يا تلك الأحلام ابتعدي قد تعبت من كل هذا فالقلب احترق والدموع جفت ألما . حبيبي مبعثرة أنا كنجوم السماء التي تسبح وسط حبك مبعثرة كأوراق الخريف التي تتساقط مع قطرات المطر التي بعثرتني لشوقكـ أي حبا يعذب الروح والقلب هذا. إلى متى هذا الغياب حبيبي قد مللت الانتظار فهو كالعلقم وسط جوف الشوق صرختي قد سمعتها كل البحور وسمعتها شواطئ الحب بل سمعتها بحيرات الحزن المبعوث من غيابك. سألت البرق عنك سألت الغيوم عنك سألت الطيور عنك علها وجدتك وهي تطير من ارض لأرض ومن بحر لبحر ولكن لم احصل على أجابه أي اختفاء هذا يعل نبض القلب.. يـ آه القلوب المبعثرة التي جعلتني احبك أنت وجعلتني متمسكة بكـ واليكـ يا من جعلتني أنثى تصرخ وتبكي وجميع مشاعرها مشتته ترنو لبحركـ وتشتاقـ لصدركـ وتبحث عنك بين ملابسكـ وأشلائك بين الصور والذكريات الجميلة . هناك بين الصور على الحائط .. بحثت أكثر اكلم صوركـ .. اكلم روحكـ .. اكلم ابتسامتك .. اكلم عطركـ ..أصبحت مجنونة أكثر بك ..اخبريني يا تلك الصور عنه أكثر أكاد أن اسقط مغشيه من تعبي وبحثي عنك أهذا جنون العشق آم إخلاص حبا عشته لك أنت يا بحر الأشواق الميتة . امشي ورجلاي لا تحملني على المشي أكثر يكاد يشيب شعر رأسي من التفكير بكـ اذهب مرات ومرات لجميع الأماكن التي عشناها معا أجمل الأيام بين الصخرة والبحر بين التل والشجر وبين الرمل والعطر وبين الجبل والقمر حتى وقفت بمكان لم أزوره من قبل . هناكـ بالقرب من سكة الحديد وقفت كثيرا انتظر قطار الزمن حتى يوصلني إليك قد أجدك بتلك الأماكن التي زرتها من قبل لن أيأس لأني سأجدك حبيبي سأجدك لأنك نصيبي حتى تنقطع أنفاسي سأبحث عنك ولكن عند كرسي الانتظار يغمى عليها مجددا من كثر تعب الشوق والبٌعد . بين النَفس والنَفس وكأن أنفاسي تتقطع بل تنهار للموت وشي ثقيل يضغط على قلبي يخبرني عن آخر شي تطلبينه قبل الممات وكأني بغرفة الإعدام ورقبتي تعانقها حبال الموت أخبرت ذلك القاضي أني أريد شي واحد فقط أريد حبيبي بدر قد اشتقت له كثيرا أتلبي لي هذا الطلب صدقني لا أريد غيره أريد رؤيته وبعدها دع الحبال تعانق رقبتي لتقتلني لأني من دونه لا عيش لي . استغرب القاضي من طلبها وحول قضيتها للجلاد حيث أرغم على ضربها حتى تفيق من ذلك الحب من ذلك الألم من تلك التخيلات وعادت مجددا لغرفة القاضي قد تفيق تلك الريم من حلمها واستغرب أكثر عندما قالت له ابعثُ لي حبيبي بدر لن أعيش من دونه فهو الروح والقلب والحب والجروح . تفتح أجمل العيون جفونها .. عيون الريم بثقل شديد و قسوة الشتاء يجعلها تبحث عن وشاح لتكتسي به صدرها وجسدها تمنت أن يكون بدر هو ذلك الوشاح حتى تضمه بقوتها وتقول له يكفي حبيبي عُد لي بشتائك القاسي وصيفك الجاف وربيعكـ الراقص و خريفك الدافئ عُد لي يا نغم الروح فالقلب كفاه جروح . لم يكفيك عذاب البعُد يا حبيبي وتشاغبني وأنت بعيد وأنت قريب اعلم انك موجود هنا تداعب روحي وعقلي وتسليني بوحدتي هذه أنا مجنونة بك واليك سأكون وفيه لن اجعل احد يحبني غيركـ لأنك الحب الذي لا يموت. لنقف قليلا هنا لنعرف ما بقى من تلك القصة قد تفاجئون بالنهاية ولكن هي تلك النهاية التي لم يترقبها احد وهو : كل ما حصل من بعثرات وأحاديث هو عند قبر ( بدر ) لأنها أصبحت تكلمه وهو بالقبر ومن شدة الفكرة انه ميت لم تستطع المكوث غير عند شاهد القبر لتسلي وحدتها تلك السيدة الجميلة وتخبرنا عن حبها حب بدر وجنون الريم لتكون النهاية كغير القصص إذ تموت الريم وهي تضم بدر.. ولكن تضم قبره .. بقوة الحب .. بقوة الوفاء للحب الذي أصبح بهذا الزمن مجرد قصص بالخيال قد تجدون حبا صافيا خاليا ولكن ليس كحب الريم لذلك البدر الذي عذبها البُعد جعل منها أسيرة له لم تفكر بغيره لأنه هو الحب الذي مات والشوق القاتل لهذا لم تستطع سيدة الحب هذه أن تبقى من دونه حتى زج بقبرها بالقرب من قبره ليكونا حديث للزمان وعِبر ليستفيد منها العشاق بلياليهم . .......................................................................................... عندما تقرأها ضع ردا مناسبا تصف به ما قرأته | |
|
mardona المدير العام
عدد المساهمات : 6198 ترمام : 77082 تاريخ التسجيل : 30/12/2010 العمر : 32
| موضوع: رد: بُعد و شوق الجمعة 19 أغسطس 2011, 10:00 am | |
| تسلم ياهيمااااااااااا بجد قصة رووووعة ومؤثرة جدااااااااااااااا تسلم ياحبيب قلبى على توبيكاتك المميزة | |
|
زهرة الربيع كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 2872 ترمام : 46618 تاريخ التسجيل : 29/11/2010 العمر : 32
| موضوع: رد: بُعد و شوق الجمعة 19 أغسطس 2011, 10:43 am | |
| جميله جداااااااااااااا بجد قصه روعه فعلا تسلم ايدك يا هيما على التوبيك تقبل مرورى | |
|
سومه و يويو كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 4020 ترمام : 60535 تاريخ التسجيل : 18/03/2011 العمر : 35
| موضوع: رد: بُعد و شوق الأحد 21 أغسطس 2011, 2:47 pm | |
| تسلم ايديك يا هيما بجد قصه جميله جدااااااااااااااا | |
|
مون كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 2370 ترمام : 41973 تاريخ التسجيل : 16/10/2010 العمر : 32
| موضوع: رد: بُعد و شوق الأربعاء 24 أغسطس 2011, 8:16 pm | |
| الله عليك يا معلم مية مية | |
|