كثيرا ما أقابل منا ما يترحم على الماضى، ويقول زمان كان هناك كذا وكذا وكذا، أما الآن ويقولها بأسى فهناك كذا كذا.
كل مننا يرى زمانه من وجهة نظره هو وأنا نحترمها جدا، وكل منا يحق له تقدير الأزمنة التى عاشها التى يرى أفضليته من وجهة نظره.
ولكن لماذا النظرة التشاؤمية فى كلامنا وحديثنا وترحمنا على الماضى، الماضى زمان كان له وضعه الذى يساير أهله، وكان له عيوبه ومشاكله التى كانت تتعب أهله فلا أحد يقنعنى بأن الماضى كان جنة الكل يعيش بها ويستمتع بملذاتها.
نعم الآن هناك العديد من المساوئ والسلبيات، ولكن لكل زمان إيجابياته وسلبياته التى تواكب الزمن والعصر نفسه، وإلا ما بقيت الحياة على وجه الكرة الأرضية
الماضى افتقد الكثير من إيجابيات هذا العصر التى يلمها الكل التى لو كانت موجودة لكانت أفادت الكثير من سكان زمنهم.
بالعكس أن أرى بدلا من الترحم على ما فات أن ننظر للأمام بما يواكب أزمنتنا، وألا نلتفت للأزمنة السابقة إلى ذهبت وولت، لأن ذلك قد يعيدنا لهم من جديد أى يعيدنا للوراء، فالخارج لا أحد ينظر خلفه، ولكن الكل ينظر للأمام والنتيجة كما نراها الآن.
نحن نترحم على أيام زمان أمام أطفالنا وأمام الأجيال الجديدة والصغيرة فنصيبهم باليأس مبكرا، فكيف نطلب منهم أن يبتكروا ويتقدم وقد دخل اليأس نفوسهم، معتقدين أن الحاضر والقادم أسوأ وأن الأفضل قد مات وانتهى بلا رجعة.
نحن نقتل أبناءنا بأيدينا ونقتل أجيال قادمة!
نقتلها وبها كل الأمل فى مستقبل أفضل ومن ثم نعود ونأتى باللوم عليهم ونتهمهم بالفشل، وذلك يزيد من حالة اليأس لديهم، هذا بالإضافة إلى القسوة عليهم والعديد من صغار السن لا يطيقون شدة القسوة مع اليأس ينتج أجيالا لا نعلم مصيرها ومصير مجتمعهم.
الآباء والأجداد والأمهات يا من عشتم ماضيكم اتركوا أبناءكم يعيشوا حاضرهم ومستقبلهم، واتقوا الله فيهم فأنتم من تحددون من منهم يصبح جانيا، ومن منهم يصبح عالما.