تسببت الثورات العربية التى اندلعت فى اختلال واختلاف التحالفات التى كانت موجودة قبل اندلاع تلك الاحداث، وتسببت فى العديد من الانشقاقات والشروخ بين العديد من القوى المتحالفة فى المنطقة وفتحت أزمات بين العديد من الافكار السياسية هذا بخلاف الرواسب القديمة سواء كانت رواسب سياسية او طائفية.
هذا بالاضافة للسماح بدخول قوى اقليمية أخرى بقوة ودخولها فى اللعبة بالاضافة بالطبع للقوى الغربية وهى موجودة داخل اللعبة من فترة بل تصبح احيانا هى المحركة لها واحيانا تكتفى بدور المشاهد ولكنها مشاهدة بتواصل مستمر وبمتابعة دقيقة.
فقبل احداث الثورات العربية او الربيع العربى كانت المنطقة لها حزبين الاول ظاهريا يدعو للمقاومة ضد الاحتلال فى فلسطين وضد الغرب وعدم التفاوض او الحوار مع الغرب وهم قطر وسوريا وايران وحزب الله وحماس وان اختلفت التواجهات السياسية الباطنة لبعض هذه القوى الاقليمية لوجود مصالح مشتركة وهذا شأن اخر،اما الحزب الاخر فقد كان ظاهريا يدعو لنبذ العنف والحوار والتفاوض مع الغرب كاتجاه معارض للحزب الاخر وهم مصر والسعودية والنظام الحاكم بلبنان والاردن والسلطة الفلسطينية ممثله فى فتح، مما كان يفتح باب للصرعات بين الحزبين واتهام كلا منهم بالخيانة تارة وبالعمالة تارة وبالفوضى تارة، فلا احد ينكر ان العلاقات بين مصر وقطر كانت متدهورة وبين مصر وسوريا كانت متدهورة ومع ايران بالطبع وايضا تدهور شديد بين سوريا والسعودية والخلاف القديم بين سوريا ولبنات وان اصبح اقل بكثير من الماضى.
اما بعد الثورات العربية فقد انقلبت الامور راسا على عقب وتفتت القوى بين بعضها البعض فاتهمت القوى الثورية فى مصر والتى اصبح لها دور كبير فى الحياة السياسية السعودية بالانحياز للنظام السابق فى مصر ومعاداته للثورات العربية، كما اصبحت قطر الداعم الاول للثورات فى البلاد العربية ومن بينها سوريا ولذك حدث الشرخ بين سوريا وقطر ،وايران وحزب الله الداعمين لسوريا والوقوف بوجه قطر وحماس التى تنعم فى حماية نظام الاسد واصبحت قطر امام الانظمة العربية هى المهددة لعروشهم، طبعا قناة الجزيرة احد اهم اسباب هذة الصورة القطرية والمتهمة باشعال الفتنى العربية العربية واحتوائها على جدول اعلامى تضعه لها المنابر الاعلامية الغربية وقد يكون هذ صحيح ان لا احب ان احمل اى وسيلة اعلامية ايا كانت قوتها سبب فى اندلاع اى احداث سواء سلبية او ايجابية وان من الممكن ان يكون لها دور ولكن ليس كل الدور ولكن من الممكن ان يكون لقطر نفسها حب القيادة والزعامة العربية والتى يحلم بها منذ انقلابه على والده عام 1996م ومن الممكن ان تكون لها يد قوية لاسقاط الانظمة العربية القوية وان ستصطدم بالنظام السعودى القوى الذى يقف امامها عقبة نظرا لقوة ال سعود داخل المملكة ولكن من الواضح ان صراع خفى غير ظاهر بين القوتين الخليجيتين،ولكن الاثنان يجمعهم مصالح مشتركة مع الغرب ومع الامريكان بالذات كما ان امريكا تدعم بقوة هذان النظامان (حتى الان)، اما لبنان التى اصبحت على وفاق مع سوريا رغم العدواة القديمة بينهم وكان اخرها اتهام سوريا باغتيال الزعيم اللبنانى الحريرى بدعم من حزب الله وسبب ذلك شرخ قوى بين الجارتين العربيتين بالشام، الا أن كرة الجليد هذا سرعان ما ذابت واصبح النظام اللبنانى داعم للنظام الاسد بسوريا وهذا واضح عبر القنوات الرسمية اللبنانية دون النظر لقناة المستقبل المنمية لسعد الحريرى نجل رفيق الحريرى وقد يكون ذلك الوفاق سببه رئاسة نبيل ميقاتى لرئاسة الحكومى بلبنان مسحوب على حزب الله الداعم الاول لنظام الاسد.
اما ايران التى تستغل الاحداث فى البلاد العربية لتصعيد لهجتها ضد الغرب واعلان استعدادها للدخول مع الغرب فى صراع عسكرى قد تكون سوريا محور بدايتها كدفاع ايرانى عن حليفتها سوريا وان كان الخلاف الايرانى الغربى اقدم من دفاعها عن سوريا وله بذور قديمة.
اما تركيا التى دخلت حديثا فى اللعبة بعد بروز دورها السياسى بمساندة القوى الاسلامية الحاكمة بتركيا وكانها تذكرت انها كانت تحكم المنطقة قديما فترة حكم العثمانيين وتريد اعادة امجادها القديمة واصبحت تلعب دور مناصر للثورة بسوريا ضد نظام الاسد لتدخل فى صدام مع امبراطورية فارس ايران حاليا وكان صراعات الماضى والصدامات التاريخية القديمة الفرس والعثمانيين والعلويين والفطيميين تعود من جديد وهنا يبرز دور الدين وصراع السنة والشيعية فايران دولة شيعية وحزب الله شيعى والمعارضة البحرينية المدعومة من ايران شيعية وتقف فى وجه النظام البحرينى المدعوم من السعودية وسوريا يحكمها العلويين وهم طائفة شيعية وتركيا بذورها تتبع السنة وقطر تريد الزعامة سواء على حساب السنة او الشيعة لذلك هى مع الفرس الرابح وامريكا تدير الصراع من خلف المحيط وتلعب على فرسها الرابح المكشوف حرية الراى والديمقراطية واحترام راى الشعوب ذلك المبرر التى اصبحت تتدخل بها فى شئؤن الشعوب العربية بالقوة العسكرية سواء فى العراق او افغانستان واخيرا ليبيا بحثا عن الثورات تارة وتاكيدا على انفرادها بالزعامة الدولية بعد انهيار الاتحاد السوفيتى تارة اخرى ،اما الروس فقد تهمش دورهم بشكل كبير بعد التحالف العلنى مع امريكا وان ظهرت بفيتو بمجلس الامن على استحياء ضد ادانة النظان السورى.
كل هذة الصراعات هل تفتح الباب لمزيد من الصراعات ؟ هل هى بوادر حرب عالمية ثالثة؟ ام انها مجرد زوبعات صغيرة وستمر؟ وما مصير الانظمة العربية الجديدة وما هو دورها ؟ الايام القادة ستجيب عن كل هذة الاسئلة