ليس هذا الاسم من قبيل التعالى
او افتراض اشياء ليست ذات قيمة وللاسف يظن البعض
بأن هذه التسمية هى كبرياء من المصريين وللاسف الشديد ايضاً
تجد بعض المصريين يعتقد ان هذا الاسم جاء بسبب الحضارة
ولا يعرف سبب تسمية بلده بهذا الاسم فليس لكل هذه الاسباب
وليس لأنها أرض الكنانة ولا لذكرها خمس مرات بالإسم في القرآن
الكريم ولا لأنها من أول الحضارات أو لانها صاحبة الأزهر
أو لأنها كانت لقرون طويلة حامية ديار الإسلام ولا لأن حدود
مملكتها و سلطانها إمتدت كما لم تمتد أي مملكة عربية أخري
ولا لأن أهلها عرف عنهم حب الله والرسول ولا لأنها كانت
قبلة الشرق والغرب في القديم ولا لأنها كانت تنعم بالرخاء
والحضارة قبل أمم العالم من حولها ولا لأنها إستقبلت
الإسلام إستقبالاً حفياً ولا وبلا قتال ولا لأنها دعت لإقامة
جامعة الدول العربية ولا لانها تفوقت بالفنون ولا لأن بها
مئات الالاف من المساجد ولا لأن كسوة الكعبة خرجت
منها لمئات السنين ولا لأنها قدمت الشهداء ووقفت لكل
العرب حتي قبل أن تكون هناك دول عربية ولا لأن شعبها
ذاب حباً في العروبة والعرب حتي كرهوا أهلها بدون
أن يفرقوا بين حكامها وأبناء نيلها.
وبعض العرب يسخرو من هذى الجملة ولا يعرفو معنى
وسبب هذى جمال عبد الناصر عندما كان يقول ام الدنيا
وليس بسبب تكبر التسمية هذا
بل هى حقيقية دينية وهذا ما أكدة تفسير ابن كثير
مصر سميت ام الدنيا نسبة للسيدة هاجر زوجة إبراهيم
حيث هى من مصر وولد سيدنا إبراهيم فى العراق وانتقل
وعاش بين مصر والشام وتزوج السيدة هاجر وهى كانت
من مصر وبعدها انتقل للجزيرة العربية وتم تعمير الجزيرة
العربية التى لم يسكن بها بشر من قبل وتم رفع قواعد
البيت العتيق لهذا سميت مصر أم الدنيا كشىء تقليدى
ودينى من الألف السنين باعتبار أن السيدة هاجر هى
أم أنبياء الله وام سيدنا إسماعيل وأم العرب وهى مصرية
وهذا كان تكريم للسيدة هاجر وهذا المسمى ليس حديثاً
بل من آلاف السنين وتوارثته الالسن حتى يومنا هذا
مصر أم الدنيا سبب تاريخى وهذا تكريم لمصر ممثل
فى السيدة هاجر زوجة سيدنا إبراهيم وأم سيدنا إسماعيل
وجميعنا يعرف ان سيدنا ابراهيم ابو الانبياء وكذلك السيدة
هاجر بالطبع ام الانبياء بل والعرب لانها وسيدنا ابراهيم
قد عاشو من بعد الشام ومصر فى الارض المقدسة
وهى الجزيرة العربية ولم تكن مأهولة بالناس بل
قليل من الناس كان يسكنها لانها ذات طبيعة قاحلة جرداء
وفى حديث رسول الله عن أهل مصر وهو حديث صحيح
فقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال
ستفتح عليكم بعدي مصر فاستوصوا بأهلها خيرًا فإن لهم ذمة ورحمًا "
قال ابن كثير رحمه الله: والمراد بالرحم أنهم أخوال
إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليهما السلام أمه هاجر
القبطية وهو الذبيح على الصحيح وهو والد عرب الحجاز
الذين منهم النبي صلى الله عليه وسلم وأخوال إبراهيم
ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمه مارية القبطية
زوجة رسول الله صلى الله غليه وسلم
وقد وضع عنهم معاوية الجزية إكرامًا
لإبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
تفسير ابن كثير.
وما يؤكد هذا دعاء سيدنا لابنة
دعا نوح عليه السلام لابنه بيصر بن حام أبو مصر
فقال اللهم إنه قد أجاب دعوتى
فبارك فيه و فى ذريته و أسكنه الأرض الطيبه المباركه
التى هى أم البلاد و غوث العباد
واتمنى ان تكون فكرة هذا الاسم وسببه
قد وصلتا للذين لا يعلمون
