الرغم من اعتراضى الدائم على طريقة حسام البدرى المدير الفنى للأهلى منذ الموسم الماضى داخل وخارج الملعب وعدم اقتناعى بمستوى الفريق منذ توليه المسئولية ،الا انى دائماً ما كنت ارفض انتقاده فى العلن من منطلق عدم التأثير على الفريق وضرورة توحيد الصفوف خصوصاً وان نتائج الفريق لم تكن كارثيه بالرغم من انها لم تكن نتائج عظيمة بمقاييس فريق بحجم الأهلى لا يعرف سوى الفوز دائماً ولا يرض بغيره بصرف النظر عن المكان او الزمان
الا انه وبعدما توقفت عجلة الفوز عن الدوران بفعل فاعل وبأخطاء ولا أبشع اقتنعت ان سكوتى فى هذا الوقت سيعد جريمة فى حق النادى الذى احبه والتستر على الأخطاء لن يلم شمل الفريق بل سيؤدى الى كارثة لامحالة
فالأهلى اكبر بكثير من شخص عمل مديراً فنياً بالصدفة وكان قبل تعيينه بأيام قليلة سيعمل رجلاً ثانياً مع فينجادا وقبلها عمل لسنوات طويلة كرجل ثانى وهو امر ليس عيباً ولكن مدة سنواته تعكس مدى طموح البدرى الضعيف والذى كان اقصى طموحه ان يتواجد داخل الجهاز الفنى للأهلى دون ان يكون له دوراً واضحاً خصوصاً فى ظل وجود شخصية كشخصية مانويل جوزيه صاحبة القرارات الاولى والاخيرة فى الفريق ،ولعل تجربتى اسامة عرابى ومختار مختار تعكسا الفارق الكبير فى الطموح فقد استفادا لفترة من الرجل البرتغالى قبل ان يقررا ان يخوضا التجربة بنفسهما فى اندية اخرى وهو امر يوضح تماماً ان البدرى لم يكن يعمل كرجل ثانى حتى يستفيد ويصبح الرجل الاول بعد فترة بل كان مستعداً لقضاء 3 مواسم جديدة (مدة عقد فينجادا ) كرجل ثانى بجانب المواسم السته مع جوزيه
وقد ارتكب البدرى أخطاءاً بالجملة منذ بدء توليه المسئولية تؤكد جميعاً ان كرسى المدير الفنى لنادى بحجم الأهلى كبير جداً عليه ونصفها فقط كفيل بإقالته تماماً من منصبه وهى كالأتى :
1- حاول حسام البدرى تطبيق 4/4/2 ربما من منطلق اثبات انه يختلف عن مانويل جوزيه او ربما من منطلق الغيرة من طارق العشرى الذى تلقى اشادة كبيرة بعد نجاحه مع الحدود بالطريقة ذاتها من الجميع ووصفه البعض بتلميذ جوزيه وهو امر من الممكن ان يكون قد اشعل نار الغيرة فى قلب البدرى فقرر اللعب دون ليبرو ،كل هذه اموراً محتمله الا انه الاكيد ان الأهلى لم يدعم دفاعه باللاعبين القادرين على اللعب دون ليبرو وكانت النتيجة كوارث دفاعية نتيجة للبطىء الشديد وسوء التمركز والمكابرة من منطلق اثبات الذات وخلاص ،فالبرازيل حصلت على كأس العالم 2002 بليبرو ،فكان ثلاثى الدفاع هم ادميلسون ولوسيو وروكى جونيور ،فالطريقة هى وسلية لتحقيق النتائج والاداء الجيد وليست غاية فى حد ذاتها مثلما يحاول البعض اقناعنا ،فستظل النتائج وقوة الاداء هى المعيار الحقيقى وليس طريقة اللعب
2- لم يثبت حسام البدرى تشكيل الفريق ابداً (قبل لقاء امس استخدم البدرى 24 لاعباً فى 7 مباريات منذ بداية الموسم ) ،والفترة الوحيدة التى لعب فيها البدرى بتشكيل ثابت ومحدد الملامح كانت خلال بطولة الكأس العام الماضى فقدم فيها الأهلى افضل اداء له منذ تولى البدرى المسئولية وأصبح للفريق شكل داخل الملعب
3- هاجم حسام البدرى لاعبيه علناً فى ظاهرة مؤسفة لم نعتاد عليها ابداً ، فوصل به الامر ذات مرة ان يصرح بأنه يدفع بأحمد على لعدم وجود بديل فقط وليس اقتناعاً بمستواه ،كما التقطته العدسات فى اكثر من مناسبة يسخر من لاعبيه عند اضاعة الفرص بل ووصل به الامر لسب الليبيرى فرانسيس بالرغم من ان البدرى هو من تعاقد معه وهو من اصر على استمراراه
4- يعانى الأهلى هذا الموسم وبشدة من النقص الحاد فى مركز رأس الحربة بسبب اصرار البدرى العجيب على استمرار فرانسيس والتعاقد مع محمد غدار ( لن أقيم اللاعب لأنه لم يلعب ،ولكنه على الأقل ومن وجهة نظر البدرى ليس المهاجم الفذ والدليل عدم مشاركته مع الفريق ) ،وكان حال الفريق سيتغير لو نجح الأهلى فى التعاقد مع مهاجمين متميزين ،وضيق الوقت ليس بحجة فالاسماعيلى فى الساعات الاخيرة من القيد تعاقد مع جودوين وعبد السلام بن جالون بالاضافة الى مصطفى جعفر لسد ثغرة رأس الحربة ،وعدم التعاقد مع رأس حربى يذكرنى بجلسة ودية جمعتنى بالبدرى قرب انتهاء الموسم الماضى واثناء وجود متعب فى الفريق ورده على حاجة الأهلى فى التعاقد مع مهاجم افريقى مميز قائلاً "مهاجم واحد بس ؟ ، نحتاج الى اثنين " لينتهى الأمر برحيل متعب وبقاء فرانسيس
5- نتائج الأهلى خارج ملعبه هى النتائج الأسوأ فى تاريخ القلعة الحمراء ،فالفريق الموسم الماضى فشل فى تحقيق فوز خارج القاهرة سوى على المنصورة وبترول اسيوط الهابطين الى القسم الثانى بالاضافة الى فوز على بتروجيت فى الثانية الاخيرة من المباراة ، وحتى فى البطولة الافريقية خسر الأهلى امام جانرز والاتحاد الليبى وشبيبة القبائل وتعادل مع هارتلاند بصعوبة وعن طريق ركلة جزاء وهى امور تعكس غياب شخصية الفريق البطل ،فالبطل دائماً يفوز خارج ملعبه
6- استمر غياب التمركز الصحيح للمدافعين فى الكرات العرضية وهو امر تدربيى بحت ،فالامكانيات الفردية للمدافعين تظهر فى موقف "واحد لواحد " او مشابه ذلك بينما تظهر الامكانيات الجماعيه فى التمركز الصحيح وتضييق المساحات وهو امور يتدرب عليها اللاعبون ،واصبح فىعهد البدرى الكرات العرضية والضربات الثابتة بمثابة ركلات الجزاء وهو امر لم يصححة البدرى نهائياً بالرغم من كونه كان مدافعاً قبل اعتزاله
7- استمر العقم التهديفى الكبير للفريق ،واعتماد الفريق على مهارات اللاعبين الفردية فقط فى التسجيل امثال تسديدات احمد حسن او ذكاء متعب فى اقتناص الاهداف وغابت الجمل التكتيكيه التى تنتهى بأهداف ، فكانت النتيجة عدم تحقيق الأهلى لاى فوز فى عهد البدرى بفارق اكثر من هدفين الا فى مناسبتين الاولى كانت لقاء تحصيل حاصل امام المنصورة الهابط والذى يلعب بعشر لاعبين والاخر امام الاتحاد الليبى بعد استنفار جهود الجميع وامتلاء ستاد القاهرة عن اخره ،بينما كانت المرتين الوحيديتين التى احرز فيهما الاهلى أكثر من 3 أهداف كانا امام طلائع الجيش واتحاد الشرطة وفى المرتين تلقت شباك الأهلى هدفين لتنتهى المباراة بفارق هدفين فقط
8- دائماً ما كانت تغييرات البدرى تدل على التفكير المحدود وغياب الابتكار ،فانحصرت تغييراته فى تغيير مركز بمركز ،او بتغيير اللاعبين الأقل شعبية او الغير مثيرى للأزمات تجنباً للمشاكل ،فدائماً ما ستجد تغيرين على الأقل بهما محمد طلعت او شهاب او شريف عبد الفضيل او محمد فضل بصرف النظر عن مستواهم فى الملعب او الحاجة الفنية لخروجهم ، واما تغيير يفتقد اى نوع من أنواع الذكاء التكتيكى مثل نزول مدافع كأحمد السيد امس بدلاً من المصاب احمد فتحى فى حين كان الأوقع نزول لاعب صاحب نزعة هجوميه وعودة بركات كظهير ايمن للاستفادة من انطلاقته فى الجانب الايمن فى ظل لعب الشبيبة بعشر لاعبين فقط وحاجه الاهلى لاحراز هدف الفوز
9- وضح بصورة كبيرة خوف البدرى ومجاملته للاعبين ،فما يفعله البدرى مع أحمد فتحى امر ليس له تفسير سوى خوف البدرى من رفض فتحى التجديد للفريق ،ففتحى يلعب جميع المباريات ولا يتم تبديله "بإستثناء امس وكان تغييراً اضطرارياً " بالرغم من ان فتحى يعيش مرحلة عدم اتزان ويقدم اسوأ مستوياته الكروية ،والاصرار على مشاركته يعتبر جريمة فى حق لاعب من أفضل اللاعبين فى مصر ،فبدلاً من ابعاده حتى يستعيد مستواه ، يضغط عليه البدرى نفسياً بالاصرار على مشاركته وهو ليس فى أفضل حالاته وهو مايغضب الجمهور منه بالاضافة الى خسارة الفريق لفرصة الاستفادة من لاعب أخر قادر على تقديم مردود افضل من فتحى فى الوقت الحالى ، ونفس الامر يكرره البدرى مع جدو والذى يبذل اقصى ما عنده ،الا ان البدرى يحاول خلق مكان له فى الملعب دون المساس بابوتريكه الذى يحتاج للابتعاد فترة عن الملعب هو الاخر حتى يتعطش للعب الكرة ،فتكون النتيجة ان يلعب جدو على الاطراف وهو اللاعب رقم "تسعة ونصف" بلغة الكرة فتقل خطورته كثيراً ،ونفس الامر بنقل عبد الفضيل الى مركز المساك بعد تألقة اللافت كظهير ايمن ودخوله المنتخب من اجل ان يشارك احمد فتحى كظهير ايمن
10- النقطة الأسوأ والتى وحدها كفيله برحيل البدرى ،هو تصريحاته والتى جعلتنى اشعر ان الأهلى اصبح فريقاً بخطين حمر ،فدائماً ما تجد مبرراً للهزيمة ولاتجده دائماً يعترف بأخطائه ،فتارة تجد الحكم ،وتارة تجد الملعب ،وتارة تجد درجة الحرارة وتارة الشغب الجماهيرى ووصل به الامر للحديث عن معلق المباراة ومحللى الاستوديو بالرغم من انه كمديراً فنياً يشاهد المباراة لتحديد اخطائه ودراسة المنافسة وليس للسماع لمعلق المباراة ،ووصل الامر بالبدرى لحد المكابرة ومحاولة تحميل الحكم نتيجة لقاء الشبيبة باصرارة العجيب على ان هدف شوقى صحيح بالرغم من ان العالم كلها رأى تسلل شوقى وقت لعب الكرة بالاضافة الى كثرة احاديثه عن المؤامرات